Nombre total de pages vues

mercredi 25 janvier 2012

عبير اللغى

عبير اللغى

أســتـــنشق اسمك فرحة عذريـة

عربيــة الأوتــار..والــقــَــسَـمات

أســــتنشق اسمك رعشة مجنونة ً

قــــيـْـسيّـة الآهـات.. والــنبضات

أســتــنــشق اسمك..نشوة عنبــية

حَـبـَـبِيّة.ً.خــمــريــة الـلــحظــات

أستنشق اسمك..ريــشـــة غجرية

عــصــفـــت بلون دقائـقي وحياتي

أســتــنـشق اسمك..روعة شعرية

هـزئــت بـحـبري..مزقت صفحاتي

أنا آهـــة نـــاريــة.. قــد قُـــدِّحَت

مـن مــلـــتـــقى نـفـسـي. بحد لهاتي

بيتي بنيته فوق نــــجـم.. هــارب

ولـبـانــه مـــن أحـرفــي و لــغــاتي

وموائدي.. حفلت بملح قـصائدي

وســرير قـــلـبي مــضجع لــفـتاتي

وستائري.. مزقتها.. أحـــرقــتها

لا شـيء ينفي الضوءَ عـن حجراتي

بالــشــمـس أثـثـتُ الزوايا.. كلها

ودهـنتُ بالإعـصار.. كـــل حــصاة

ومرابعي.. بــحــر بدون سواحل

أ وغَـلـْتُ فيه.. بـجـُؤجـُؤ الكـــلمات

صمتي المحار.. إذا تـــفتح جفنُه

صـدحـت لآلـــيه.. بـأغــنـــيــّـــاتي

وأصابــعي أهــدابُ روحي ثــرة

نــزفت رؤى.. فوق الصقـيع العـاتي

أنا شـاعـر.. أنا لـوعة ومـبــاهـج

جــسدي اللغى.. والنور جوهر ذاتي

أنا نغمة.. لو تســمـعـيـن رنـيــنها

لــتــلألأت فـي مـقـلـتـيـك.. صـلاتي

سيحي بروحي و اقطفي أزهارها

واستنشقي حُـرَقَ الـجـوى العطرات

أنـت الــمـلـيكة.. صولجانك هزها

وســبى بـهـا ســـري.. وســـر دواتي

أنت المدى.. ألقيت عندك خطوتي

ورضيت..هل رضيت بـنا مولاتي؟!

أهواك.. حد الإنجراح قصـــــيدة

أخرى.. تـعـــانــق غــربــتي ورفاتي

أهواك سـرا.. جافلا من أحــــرفي

أمــضي لــه.. وأعــود بــالســكــرات

أهـــــواك.. مــقْعدَ لذة.. أرجــوحةً

للروح.. فــيــك تـــلاقــحــت أشــتاتي

هل تُقبلين على ولائم حــــــرقـتي

هـيا إذن.. يا فـــتــنـتـي.. وحـيـــاتي!!

2001

من ديواني " على مشارف القصوى"

lundi 23 janvier 2012










المنافي


أريد خيمة ً لها جذورٌ..
واحة ً يخطف مني بصري نخيلـُها..
رملا أؤاخيهِ..
و تمرًا أبيض اللبِّ..
أريد أن أستنشق السوافي..

***

أريد أن أمُد شوقي للمدى..
لا للذي مضى..
إذا انتمى الغير لحزنهمْ..
وخوفهمْ..
و موتهمْ..
فإنني انتميتُ للصحراءِ..
و الفيافي..

***
لن تنتهيْ قصيدتي..
فذلك المداد ليس لي دمًا.
دمي أنا..
قوافل ٌ لا تنتهي رحلتها..
دمي أنا مهرولٌ..
لا يعرف المرافي..

***

لستُ " توتـُّرًا " يفرُّ من خطوط مائلهْ
......................إلى سطور عاقلهْ
تقوده في جريهِ..
"مستفعلنْ"..
مطوية ً،
مخبونة ً، سالمة ً..
حالمة ً بطبق القوافي..

***

لستُ.. و لكنْ..
ليت لي قافية و حيدة ً..
فأكتفي..
إني مللت هذه المنافي..


من ديواني الثالث (لا زال مخطوطا) المتن البربري و هوامشه

لوحة
























سأرسم كلَّ تفاصيل هذا الهواءْ..
و أسْـكِنهُ في القصيدةِ..
كيْ لا يكون بعيدا..
و كيْ تستعيد القصيدةُ..
- كالبدْءِ - حجم السماءْ..

***

سأرسم هذا الفضاءْ..
و قد أتساءلُ:
هل هذه الشمسُ.. أثخنها العشقُ..
حدَّ الضياءْ ؟
.. و هل هذه الأنجمُ البيضُ نبْضاتـُها
حين بعْـثـَرها الاشتهاءْ ؟
.. و هل هذه الأرض صبٌّ قديمٌ..
يخاتله الحالُ ما بين كشفٍ و حجبٍ...
فيرقص سُكـْـرًا..
على شرفات الفناءْ ؟
..و هل ذلك القمر المتصوِّفُ
ما زال مرآتـَـكمْ..
أيها الشعراءْ ؟!

***

سأرسم وجه الشتاءْ..
و أدفن في غيمه كل حزني..
و أرجع مغتسلا ً
باخضرار الحُداءْ..

***

سأرسم ريح الحنينِ..
التي هجرتها الأماكنُ..
فانكمشتْ،
و ذوت في الخلاءْ..
و لكنها لم تمت بعدُ..
ما زلتُ أحضن جمرتها..
و أهدهدها بالغناءْ..

***

سأغمسُ في الطـَّـلـْع نبضي..
وأمحو بخضرةِ أيّارَ..
زرقةَ آذارَ..
صفرةَ أيلولَ..
أنثر فوق الصحارى الحزينةِ..
ما قد تيسَّرَ من لـُـغـَـة الغـَيـْمِ..
أُلـْبـِـسها الظلَّ..بعد العراءْ..

***

سأرسمُ عرسَ الكواكبِ
إذْ غَمَـزَ البحرُ للأرض ِ
فاخضَوْضَرت من حياءْ..
و زُفـَّـتْ إليه.. و زُفَّ إليها..
و أمْهـَرها من "جزائره" ما تشاءْ..

***

سأرسمـُ"هَا" بارتعاش الجليدِ
الذي فاجأته الأشعةُ..
كيف بربكمُ لا يزخرف قولهُ..
لا يدَّعي؟!
و المدى كله غارقٌ في السناءْ..

***
سأرسمُ "سرْتا"..
تصافح هذا المدى
بجسور من الخيلاءْ..
"ستيفيسَ" تنزف ُخصبًا ..و ماءْ..(1)
"بجايةَ" تبذرُ أرقامها العربية..
فوق صحارى أُروبَّـا الظِّـماءْ ..(2)
...
سأرسم "وهران" أندلسًا..
هاجرت لتقيم على شرفةِ البحرِ..
ترْقب أوبة " طارقَ"
ممتشقـًا سيف "يوبا"..
تشيعهُ بزغاريدها " الكاهنهْ "..
ليستوقف الوقتَ..
حتى يتم روائعَه الـْـكَتبتها حوافرُ خيلهِ
إذ شقـَّتِ البحرَ..
....ما زال ذاك المضيقُ..
يهيئ خلجانه للقاءْ..

***

سأرسم حزنَ "الأميرِ"
الذي باغتَ الحَجْبُ وجهَ بلادهِ..
طوّحَ ذكرى طفولته في العماءْ..
فأوغلَ في الفتح / عمَّر في الحال ِ..
سبعًا و عشرًا..
و إذ كان من سدرة المنتهى قاب قوسين..
فاجأه البرْدُ..
فتـّتَ في راحتيه " فصوصَ الفتوحاتِ "..
آهٍ..
لقد غدرَ الأهلُ و الجارُ
ماذا تبقىّ سوى مشرق الشمسِ
يسكبُ في القلب ِ بعض العزاءْ ؟!
...
فسبحانَ من به أسرى..
فأفضى إلى " شيخه " (3) بمواجيده المغربيةِ..
ذرْذرَ في تربة الشام بعض كراماته..
...ثم كان اللقاءْ (4)..
أيا "عبد قادرَ"
كنتَ (....)
و ما خنتَ..
بل خان من قدْ رموك بداءْ !!

***

سأرسم " باديسَ "..
يغسلُ حلـْـق " كِتامة َ" من ورم "الآغ ِِ" (5)
بِـ " الغـَـيْنِ "..
ينثر في سفح " جرجرةَ " المتثائبِ..
ألـْغام صحْوهِ..
يُهدي "لأوراس" من دمْع "سِرتا"
سيُوف الرجاءْ..
***

سأرسم "مُفْدي" يغازل " بسمة ربهِ "
يوقظ "بابلَ" إذْ نعستْ..
برذاذ التسابيح...
يا "زكريا"
" شغلت الورى و ملأت الدنى "
فأنت افتتحت القصيدةَ..
كنت النبيَّ الذي " بعث اللهُ من مغربٍ "(6)..
إن تُكـَـذّبْ..
فقد كـُـذِّبتْ قبلك الأنبياءْ !!

***
سأرسم " رمانةً ".. (7*)
أثخنتْ قلبها "الطعناتُ "..
فحام على الجُـلـَّنار الذي نزفـَـتْه..
ذباب "الدهاليز"..
لكنها لم تمتْ..
لن تموتَ..
فللعشق في زمن الموت هذا..
" و ليٌّ " يصون " مقامه "..
يوقد " شمعته" موغلا في " الدهاليز"..
معتصما "بالدعاءْ "
أيا طاهر القلب و اليد..
طوبى لروحك ، إذ شهدت في رحيلك ميلادها..
و اجتلتْ " عودة الشهداءْ "..
***
سأرسم كل "الجميلاتِ" (8)..
كل "الحسيباتِ"(9)..
باقات ورد ٍ..
شربـْنَ رحيقَ البلادِ..
و خبـَّـأْن سرَّهُ..
ما بين حاءٍ و باءْ.
***

سأستسمحُ القلبَ..
......
أفتح تلك الشرايينَ..
كي أستعير لأغنيتي كل ألوانها..
ثم أرسمَ أوديةً..
أخضرًا..
أحمرًا..
أبيضًا..
تصب من القلب للقلبِ..
دون التواءْ..

***

بلادي..
....
سأرسم وجهكِ..
من دون كل البلادِ..
و من دون كل النساءْ..
فأنت خلاصتهنَّ..
و زبدة كل البهاءْ..
.. و حين اكتمال الملامحِ.
أنظر في لوحتي:
أنتشي..
تنتشي لوحتي..
و أعلِّـقها في جدار السماءْ..

الهوامش:
1 تعرف ولاية سطيف شرق الجزائر بكثرة مياهها الجوفية و مياه الآبار فيها ، و و أغلب قراها و مدنها مسماة بالعيون .
2 من المعلوم تاريخيا أن الأرقام العربية الغبارية كما تكتب في المغرب العربي انتقلت إلى أوروبا من بجاية الناصرية ، فقد درسها الرسام و العالم الشهير ليوناردو دافنتشي في بجاية ، ثم نقلها إلى أوروبا ، و من أوروبا انتشرت عبر العالم.
3 المقصود بالشيخ هنا هو ابن عربي رحمه الله و كان أثره على الأميرعبد القادر كبيرا.
4 من المعلوم أن الأمير اختار المنفى الشامي لان ابن عربي مات هناك ، فأراد أن يجاوره بعد موته.
5 (*) Le R !!
6 من قول الشاعر"مفدي زكريا" في إلياذته " فلو بعث الله من مغرب نبيا إذًا كذبوا بالنبي!"
7 * المقطع مهدى إلى روح أبي الرواية الجزائرية الحديثة و مؤسس أول إذاعة للقرآن الكريم الطاهر وطار رحمه الله.
8 جميلة بوحيرد ،جميلة بوباشا ، جميلة بوعزة.
9 من حسيبة بن بوعلي إلى حسيبة بولمرقة!



من ديواني الثالث (لا زال مخطوطا) المتن البربري و هوامشه