Nombre total de pages vues

dimanche 20 décembre 2009

سأعبر هذا المدى - قصة

سأعبر هذا المدى



لم يكن يتكلم كثيرا فلطالما خذلته اللغة و ورَّطتهُ في لعبة الصمت الصاخب. كان يفضل أن يغسل صدأ السؤال- الذي خاتله ذات يوم- بالسباحة والقراءة على شاطئ البحر هاربا من أثاث بيتهم العتيق.. ذلك البيت الذي كان يبدو كدُمَّل حجري في خاصرة الأرض العذراء.. و لكم كان يبدو قزما، ضائعا حين يقارنه بالأفق البعيد الذي تلوح خلاله جبال زرقاء يحيق بها رذاذ كثيف فتغدو صورة شفافة لتمازج الحقيقة و الحلم...و لقد أسَرَّ في نفسه عهدا أن يزور تلك القمم يومًا ما..

..في غمرة تلك الرتابة نبت على دربه المستقيم منعرج طارئ.. التفتَ ففوجئ بوجه أبيض جاء يسكب مقلتيه في نخاريب ضجره، فتشققت حُبيبات الرمل، التي طالما وارَتْه، عن رذاذ الندى..

كانت مثله حزينة ضجرة، فاندغم الحزنان و تلاثم الضجران..

وإذ توثقت بينهما عرى المحبة أخذ يفضي ببعض حرقته لشعرها الأشقر الكتوم..

قال لها بحذلقة المُمتنّ:

- أنتِ اكتمال سحابي التائه، منذ الأزل، في شتات البدء، و استفاقة ترابي الظامئ بعد أن راعه اغتلام النوء..

ترقرقتْ دمعتان في عينيها فارتسم على عينيه تساؤل عاتبٌ عن جدوى البكاء.. فقالت له:

- أخشى أن تنهش هذا الحلمَ عقارب الساعة!

قال لها عاتبا:

- تقاسيمك أيامي و حضوركِ زمني الوحيد، فأنتِ رقص الكواكب في إيقاع يمد لحاف اللحظة الراهنة على أخمص الماضي و جبين المستقبل فلا أمس..و لا غد!!

مالت عليه بغنج، فأرسل أطراف أنامله تجس روحها عبر سجوف الجسد..

و إذ أحس نبض الكينونة يدغدغ حواسه، قرر أن يرفع الأغطية المتبقية بحثا عن وهج الحلول.. فمد إلى شفتيها شفتين ضارعتين..

لحظـَتها..

نعق غراب في المدى..

فجفلتْ البيضاء..

وتضاءلت بين يديه إلى حزمة من شعاع..

ثم طارت بعيدا..بعيدا..

نحو القمة الزرقاء...

هكذا تلاشت البيضاء..

وتفتتتْ في يديه فصوص البلور..

وأفلتت منه لحظة وردية كان قد خبأها –بشح المالك - بين ضلوعه..

مخلفةً على شفتيه سؤالا حامضا:

- لماذا؟

....لماذا؟؟

أسلمته الحيرة إلى إسفلت المدينة و أزقتها.. وخلال إحدى جولاته، وفي زقاق قصي معزول، صادف وجهًا أسمر أدرك حين كان يمعن النظر فيه أنه قد تورط في أمر ما.

لم يعد يذكر كيف وقف إزاءها.. ربما ناولها زجاجة عطر سقطت من حقيبتها، أو ربما أنقذها من براثن شاب كان يلاحقها..كل ما يذكره أن السمراء أعطته عنوانها و رقم هاتفها بنبرة ذات مغزى.

في اليوم التالي هتف لها. تحادثا طويلا. علم أنها أرملة بدون أولاد تعيش وحدها، و تكبره بسنوات قليلة..

كانت سماعة الهاتف تنفث، عبر صوتها الدسم، فصوصا من الملح تـثْـقب رخام روحه الصقيلة..

طلبت منه السمراء أن يزورها في اليوم التالي..

فصّدَّع عروقـَـه اختلاج مفاجئ لم يعهدْ مثله..

بعد أن وضع سماعة الهاتف تلمسَ صدرَه بأصابع مرتعشة فألفى تحت غشائه المُزغّب نهرا ساخنا، دافقا، يخرج من صلب الشوق و ترائب اللهفة باحثا عن مسيلٍ له في تضاريس الجسد الأنثوي الأسمر.

عذبه احتقانُ النهر..

كان يجرح كلَّ ساكنٍ فيه..

توعَّدَ نهره الجارح بأنه سيضمد الجراح قريبا..

و انثنى راضيا إلى بيتهم العتيق.

في اليوم التالي طار إليها على خيط من نار. و بعد أن قرع الباب سمع وقع خطواتها السريعة قادمة، متناغمة مع نبضات قلبه، و لم تلبث أن دفعت به إلى سرير رغائبها و شدهته بأسرار الأنثى غير متمهلة ولا مستسمحة..

استقرت نظرته المحمومة على عينيها..

ثم سالت على خديها..

و انزلقت على شفتيها..

و إذ فرَغَتْ من اعتناق الذرى..

أخذت تتزحلق فوق رخام النهد العاري.. لتتأرجح على ثؤلوله اعترافا بليغا بجلال اللحظة..

وحين أدرك أنها ترقب نظرته المتيَّمة علتْه ُ حمرةٌ خفيفةٌ.. فسطتْ على روحه الخجلى، ومرّغتها في لزوجة شبقية آسرة مضمخة بفحيح الأدغال الأولى.. و لم تستأذنه، و هي الخبيرة المتمرسة، حين راحت تزرع فتوحها الإيروسية الظافرة في أعماق غيبه المهملة..

أما هو فكان معذبًا، لاهثًا، يسأل الرحمة.. و يسأل المزيد،

و لم يكن في حاجة إلى الاستجداء لأنها سبقته فعهَّرَتـْه ُو طهَّرَتـْه ُ بهوى صاعق، حارق.. له حدة التوابل..وطعم الحلوى..

و في لحظة أسطورية حمراء توحدت فيها أشياءُ الكون.. براكينُه و بحارُه.. أطلقا معا صيحة حادة ً واحدةً بارَكتْ تدفُّقَ النهر السجين..

و أحس هو أخيرا أن جسر رجولته قد ارتمى على ضفةٍ ما.

قالت له السمراء:

- أنت رجل عذراء

قال لها بعينين ممتنتين نصف مغمضتين:

- لم أعد كذلك.

.. و رطـَّبا بقية الأوار بندى القبل الأخيرة.

صارت له امرأة..

اعترى سُكونـَه ُ بذْخُ الجسد..

و ظلـَّلـَتْ غربَتَـه ُ أفاريزُ الأنثى..

و اقتضت منه طقوسه الجديدة أن يخيط-بحزم- فم سؤاله القديم الصدئ الذي تسلل خلسة إلى شرايينه.. فلينعم بالصمت والقيلولة.. وليخرس نعيق الكلمات !!

بعد هذه التجربة الأولى صارت له تجارب أخرى...

كان يطارد صخب الكينونة الذي صبته السمراء في أعماقه عند نساء أخريات، بعد أن مل سمراءه وملته، و لكنه كان دائما يرتطم بأجساد رخامية..

لم يستطع أن ينزع اللحاء الأملس عن مخ الروح..

كانت يداه المتوثبتان تنزلقان على السطح وتقبضان على الفراغ...

لكنه ظل رغم خيباته المتجددة يراود لغزه الآبق و يهيئ نفسه للقاء مستحيل..

و بينما كان يلهث بحثا عن عذريةٍ أضاعها، استيقظ سؤاله القديم الصدئ و دَهَمَه ُ بصريره العتيق: لماذا؟ لماذا؟!

فر من وجه السؤال.. هام على وجهه في أزقة المدن،

و دروب القرى الطينية، والغابات العذراء.. لكن السؤال ظل يطارده.. فأنّى يولي وجهه يجد رجلا بلا عينين و لا لسان ولا شفتين يطارده و يصر على صحبته..

فرّ من الوجه المسيخ إلى الحانة فطالعه في شخص الساقي..

فر من الحانة إلى المسجد فطالعه الوجه المسيخ ملتحيا واعظا..

فرّ راكضا إلى بيته، دلف إلى الحمام مسرعا، اغتسل من غبار المطاردة، وحدق في المرآة.. هاله أن يرى وجهَه بلا عينين و لا لسان و لا شفتين.

.. و استيقظ من واقعه الكابوسي على وقع عامه الأربعين،

و قد بدأت خيوط الشيب الأولى تغزو شعره...

التفت خلفه فرأى سنواته أربعين قطعة ًصدئةً، هشَّةً، متراكبةً.. في هيئة عمود مهتز، مترنح، يتوجّسُ من ضربة تأتي على قاعدته أو ثـقل يهوي على قمته..

لكنه انتـفض مصرا على عدم السقوط وصاح:

- لن أسقط.. لأنني سأطير.. نعم سأطير!!

و عاد إلى بيتهم العتيق..

و حدق في الجبال الزرقاء البعيدة..

و تذكر عهده القديم..

أخذ يمشي نحوها رويدا.. رويدا..

ثم شرع يعدو..

و اشتد عدْوُهُ..

أحس بجسمه يخف شيئا..فشيئا ..

نبت زغب أشقر في ذراعيه..

تكاثر الزغب..

صار له جناحان..

خفق الجناحان..

و تصاعد الجسد إلى السماء..

اخترقه الشعاع من كل الجهات..

أصبح جناحاه من نار..

و مضى بسرعة الشهاب..

.. نحو القمة الزرقاء.


من مجموعتي القصصية- فضة و ذهب

samedi 19 décembre 2009

الموت صمتا- قصة


الموتُ صمتًا




كانت أمامي بكامل زينتها..بعينيها الخضراوين الناعستين اللتين تزينهما أهداب وطفاء و يعلوهما حاجبان أزجان مقوسان كأن يدا صناعا رسمتهما بدقة هندسية، و في وسط وجهها الملائكي أنف إغريقي دقيق أسفله فم صغير ترصِّعُه كرزتان حمراوان و يحيط به خدان مدبوغان بالثلج و النار..

يحمل كلَّ ذلك السحرِ جيدٌ عاجيٌّ لبنيٌّ، و يتوِّجُه شعر كستنائيٌّ مُذهلُ البريق... و كانت ترتدي غلالةً ورديةً، رقيقةً، شفـّافةً، يضيق بها صدرُها العامرُ وردْفها المرحُ.

جالسَةً كانتْ، تضعُ ساقا على ساقٍ فتشفُّ جلستها تلك عن بعض فخذيها و عن كل ساقيها، و بين إصبعين من أصابعها الدقيقة تحمل سيجارة و تدخن بأناقة و بطءٍ.

كانت تحدجني بنظرات باسمة و كنتُ أحدقُ إليها بنظرات بلهاء.

فجأة وقفتْ، اقتربت مني، داعبتْ أرنبة أنفي بإصبعها، ثم مسَّدَتْ شعري بيدها الرَّخْصة و هي تـُدْني وجهها من وجهي شيئا فشيئا.. أحسسْتُ بالعطر النفاذ يغزو مسام جلدي و بالحمرة القانية تعلو خدّيَّ و جبهتي. فارت دماء الرجولة في عروقي الصدئة.. أردتُ أن أفعل شيئا، أن أحيط خصرها بشِمالي و أدُسَّ أصابع يميني في شعرها الذي بدا مضيافـًا، ثم أنتهبَ فمها لثمًا...لكنني لم أستطعْ.. كنت مشلولا تماما ، و ذاهلا إلى أبعد حدٍّ.

طبَعَتْ قبلةً كبيرةً على ذقني الأملس، ثم قالتْ تخاطبني بشيء من نفاد الصبر:

- لقد تأخَّرَتْ كثيرا.. ترى ما الذي أخَّرَها ؟

أردتُ أن أسألها عن تلك التي أقلقها تأخرُها إلى ذلك الحد، و لكن صوتي كان يحتبس دون لهاتي..كنتُ تحت سطوة البريق الأنثوي.

أخذتْ تذرع الغرفة جيئةً و ذهابا و تدخنُ ببعض العصبية..

و حين سمعَتْ قرعًا – مُشَفـَّرًا كما بدا- على الباب، هبَّتْ نحوهُ مُسْرعةً. فتحَتْه ُ، فدخلتْ فتاة زنجية حسناء، غليظة الشفتين، ترتدي ثيابا جلدية حمراء. كانت الزائرة طافحة الأنوثة، جميلة كزهرة متوحشة من زهور الجن.. و سرعان ما احتضَنَتْ صاحبتي و قبَّلتْها في فمها قبلةً شرهةً فـَرْقـَعَ صداها في أعماقي، و هي تكاد تغرز أظافرها- الحمراء أيضا- في جيد صاحبتي الأبيض..

ماذا تفعلان أمامي؟؟؟!!!!

ولماذا تتجاهلان وجودي إلى هذا الحد؟؟!!

حتى أن السوداء لم تكلف نفسها عناء إلقاء تحية عابرة عليّ..

و هذه الجرأة..هذه الوقاحة في اجتراح الشذوذ أمامي..

ما سر كل ذلك؟؟

ألستُ رجلا؟؟

أليستْ لي مهابة الرجال؟؟!!

أردتُ أن أصرخ..أن أنهرهُما.. أن أتقدّم نحوهما فأصفعَ إحداهما و أركل الأخرى.. لكنني لم أستطع، و بدلا من أن يطلق فمي صرخته ظلَّ محتـفظا بابتسامته البلهاء الديوثة..

تعانقتا فوق الأريكة أمام عينيَّ الذاهلتين، و غابتا تماما في بُحران اللذة الآثمة..

السالبُ يعتنق السالبَ..

فيتدفقُ الفيض في الفراغ..

ألا تُدْرك هاتان الحمقاوان الخاطئتان ما هما عليه من ضلال؟!

استجمعْتُ قواي كلها لأنقضَّ عليهما.. لم تطاوعني ساقايَ.. رباهُ! ما هذا العجزُ الأزليُّ ؟! سأقنعُ بالكلام إذن.. ملأتُ رئتيَّ من هواء الغرفة المُدنّس، تكوّرت الكلماتُ العاصفة في حنجرتي.. و أطلقتُ قذيفتي.. لا.. لم ينطلق شيء من جوفي الملتهب، بيدَ أنني فقدْتُ توازني فسقطتُ، أحسسْتُ أن الأرضية الملساء بعيدةٌ جدا عني...

هاأنذا أرتطمُ بها فيتهشّمُ رأسي الدّيوثُ...

و بينما أنا أحتضرُ سمعْتُ صاحبتي تصيحُ:

- آه.. تمثالي الصغير..

.. هدية عيد ميلادي الأخير!!


من مجموعتي القصصية - فضة و ذهب

التحليل المرتجل للأحداث : مجلة روز اليوسف نموذجا.


و لكن > انكشاف الهدف الجزائري
كتب عبدالله كمال العدد 1357 الأثنين - 14 ديسمبر 2009
الخبر الذي أذاعته قبل يوم وأكثر وكالة‮ (‬قدس برس‮)‬،‮ ‬ونشرته عشرات من وسائل الإعلام‮.. ‬حول توقيع مجموعة من الاتفاقيات بين الجزائر والولايات المتحدة تقضي بتأسيس ما وصف بأنه‮ (‬قاعدة عسكرية أمريكية مؤقتة‮).. ‬هو خبر يستحق التوقف‮.‬
طبعًا معروف أن الولايات المتحدة تسعي إلي‮ (‬قاعدة‮) ‬في شمال أفريقيا منذ فترة ليست بالقصيرة‮.. ‬وقد كانت لها واحدة من قبل في ليبيا في عصر الملك السنوسي‮.. ‬وهي عادت إلي هذا النهم اللوجيستي بالتحديد بعد أحداث‮ ‬11‮ ‬سبتمبر واتساع نطاق عملياتها العسكرية حول العالم‮.‬
الوقفة واجبة لسببين‮.. ‬الأول هو أن الناشط الجزائري المعارض الذي كشف الخبر في تصريحاته‮.. ‬واسمه محمد العربي زيتوت‮.. ‬قال إن الجزائر قد استغلت صخب خلافها مع مصر‮.. ‬وعمدت إلي اغتنام فرصة تداعيات مباراة التأهل لكأس العالم لكرة القدم‮ ‬2010،‮ ‬من أجل التوصل إلي صيغة توافقية بشأن استخدام القوات الأمريكية للأراضي الجزائرية في أي عملية عسكرية‮.‬
والمعني واضح‮.. ‬فقد قال الكثيرون إن هناك أسباباً‮ ‬كثيرة لإصرار الجزائر علي التسخين الإعلامي والحشد والشحن الذي لجأت إليه داخليا‮.. ‬وهي تعرف تأثيره علي مجتمعها‮.. ‬وصولاً‮ ‬إلي شحن المشجعين البلطجية في طائرات عسكرية إلي السودان‮.‬
ومنهم من قال إن للأمر أسباباً‮ ‬اقتصادية تتعلق برغبة فصيل في حكم الجزائر الانفراد بالفرص المتاحة للاستثمارات المصرية في الجزائر‮.. ‬ومنهم من قال إن له أسباباً‮ ‬تتعلق بالصراع بين مؤيدي العوربة ومؤيدي الفرنسة في الثقافة الجزائرية‮.. ‬ومنهم من قال إنه تغطية علي مشكلات جزائرية متنوعة‮.‬
وها هو سبب آخر ينكشف‮.. ‬ويتضح أن بلد المليون ونصف المليون شهيد في حربه مع الاستعمار‮.. ‬يفتح الطريق أمام الإمبريالية الأمريكية لاستخدام الأراضي الجزائرية عسكريا‮.‬
وليس‮ ‬غريبًا في هذا السياق أن يعود عبدالقادر حجار سفير الجزائر في القاهرة إلي بلده‮.. ‬في إجازة لمدة ثلاثة أسابيع‮.. ‬وما إن يحط في وطنه حتي يهاجم مصر‮.. ‬ويمضي في اتجاه صب مزيد من الزيت لإبقاء جذوة النار مشتعلة‮.. ‬وهو كلام يأتي بعد أن خرج الرئيس بوتفليقة بتصريح‮ ‬غريب جدًا يدعو فيه شعبه إلي السمو فوق الحملة الإعلامية المصرية التي أسماها عدائية‮.‬
ما علينا من كلام هذا وذاك‮.. ‬المهم أن السبب الثاني لهذه الوقفة مع ذلك الخبر الخطير هو أن الناشط المعارض زيتوت يقول إن أحد الأسباب التي دفعت الجزائر إلي تقديم التسهيلات التي تطلبها الولايات المتحدة عسكريا هو أن الجزائر تريد مساندة من الولايات المتحدة في قضية الصحراء المغربية ضد المغرب‮.. ‬أي أنه استقواء سياسي من دولة عربية بدولة أجنبية علي دولة عربية شقيقة‮.‬
ولمن لا يذكر فإن الصراع بين الدولتين علي قضية الصحراء يمتد لعقود‮.. ‬وقد أدي النزاع العسكري إلي إغلاق الحدود‮.. ‬وبما أضر بعدد كبير من سكان المناطق بين البلدين‮.. ‬خصوصًا التي تجاور الجزائر‮.. ‬ولكننا لم نسمع أحدًا يقول للجزائر إنها تتسبب في‮ "‬أذية‮" ‬عرب مسلمين أشقاء‮.. ‬وتؤدي بتصرفاتها إلي إغلاق قري كاملة‮.. ‬وفرض حياة قاسية علي أهلها‮.. ‬في حين أن الجزائريين راحوا يرددون أننا نحاصر‮ ‬غزة‮.. ‬ونقف ضد الفلسطينيين‮.‬
بشكل أو آخر نحن أمام متغير سياسي وعسكري جديد تمامًا في شمال أفريقيا‮.. ‬الولايات المتحدة صارت لديها القدرة علي استثمار هذه الميزة التي أتاحتها لها الجزائر لكي تقوم بتحركات حين تحتاج في اتجاهات مختلفة في المنطقة‮.. ‬وبما في ذلك كما تقول بعض التقارير في اتجاه السودان وغيره‮.. ‬ولذلك مدلوله‮.‬
وقد نري في الأيام المقبلة صمتًا جزائريا‮.. ‬وقد نري تعليقات تنفي الخبر‮.. ‬وقد نري تشويهًا للمعارض الذي كشفه‮.. ‬لكنه في النهاية أصبح معلومًا‮.. ‬وحقيقة لن تتلاشي إلا إذا قالت الولايات المتحدة إن هذا لم يحدث‮.. ‬ولا أعتقد أنها سوف تقول ذلك‮.‬

تعليق صاحب المدونة على المقال:
1- لنفترض أن الجزائر تريد أن تستقوي بأمريكا على المغرب الشقيق..لماذا لم تطرق الحديد و هو ساخن..أي حين اقترب موعد الاستفتاء المجهض في عهد جيمس بيكر؟!!
2-غلق الحدود مع المغرب الشقيق الذي نحبه أكثر من حبنا لغيره..كان خيارا مؤلما للجميع ، و لكنه كان نتيجة لخطأ سياسي حين فرض النظام المغربي التأشيرة على الجزائريين بعد تفجيرات فندق أطلس أسني بالدار البيضاء سنة 1994 ومقتل 3 سواح غربيين..متهما المخابرات الجزائرية بالضلوع في التفجيرات ، و هي التهمة التي سرعان ما ظهر بطلانها.
3- هل تأخذ الجزائر باليد اليمنى ما سوف تعيده باليد اليسرى؟؟!!
إذا كان ثمة من رهان جزائري مزعوم على الصحراء الغربية فهو رهان على الأمن الوطني الجزائري..و وجود قاعدة عسكرية أمريكية "مؤقتة" في صحراء الجزائر أكبر ضربة لهذا الرهان..
4- يقول المثل الجزائري كي زيد و سميه بوزيد..أي عندما يولد المولود و سميه ما شئت..و هذا المخاض الاعلامي لا أظنه سيتمخض إلا عن وهم و سراب..فالجزائر ليست من الغباء بحيث ترهن سيادتها و قرارها ، و هي التي طالما دعت و تدعو إلى عالم متعدد الأقطاب ، حتى لا تنفرد أمريكا ، وحيد القرن ، بقيادة العالم.
الاعلام المصري مصاب فعلا بإسهال الكلام و باستسهاله أيضا.

مثنى و مفرد - قصيدة نثرية







مُثنى..و مفرد
(قصيدة نثرية)
من أين جاء بريق عينيك؟
أظن أن القمر صب فيهما ضوءه..
فامتزج البياض والسواد
.. وكانت عيناكِ.
عيناك ابنتا القمر..
عيناك قمران..
***
خداك تفاحتان..
قضمت إحداهما نصف قلبي
و قضمت الأخرى..
نصفه الآخر
***
شفتاك كرزتان..
امتصتا كل عافيتي..
و كل حكمتي..
فلي عندهما ثأر طويل..
***
نهداك أرجوحتان..
تعبثان بنظرتي الحائرة بينهما..
جيئة ً و ذهابًا..
***
ساقاكِ.....الخ
أتعبني تحالف الأنثى و المُثنـَّى
بينما وحدتي..
لا تزال بصيغة المفرد..


من مجموعتي الشعرية- تطريز على جسدها

الجسر- قصة

الجسر


كنت أهمز فرسي همزا شرسا لتركض بأقصى قوتها، و خلفي أربعة فرسان يطاردونني بسيوفهم اللامعة تحت شمس الظهيرة، و حين كنت ألتفت مسترقا نظرة عابرة إليهم كان إصرارهم الظاهر على ملاحقتي يزيدني رعبا فتتقلص يداي أكثر..فأكثر على العنان.

استمرت المطاردة زمنا غير يسير و بدأ التعب الشديد ينال مني.. و فجأة وجدت نفسي أمام حافة منحدر سحيق يمتد منها جسر خشبي طويل إلى الحافة الأخرى.

ترجلت عن فرسي، و وقفت أنظر إلى الجسر يائسا، وقد بدا لي هشًّا، أوهى من أن يحتمل وقع خطواتي. حدقتُ فيه مليا، ثم سألتُه بأنفاس متقطعة:

- هل أنت قوي.. أيها الجسر؟ ألن.. تغدرَ بي؟!

لم يجبني الجسر، فعدت أسأله:

- هل أنت هشٌّ حقا.. كما يبدو؟

ظل الجسر العجوز صامتا، فصحتُ به حانقا:

- إن كنت سأهوي و أتهشم على الصخور، فأنا أفضل أن أموت مجالدًا أعدائي بسيفي على ميتة جبانة كهذه!

بعد هنيهة وقع في خاطري الهاجع، اليائس، ما حرك فيه دوائر المرح..ابتسمْتُ، و أخذت نفسا عميقا، ثم امتطيتُ صهوة فرسي ثانيًا عنانها إلى الجهة المعاكسة...جهة أعدائي.

شُدِه الفرسان الأربعة فتوقفوا مرتبكين، و لكنني لم ألبث أن مرقت من بينهم ناثرا عقد كوكبتهم الصغيرة و قد أخذتُ في صولتي تلك رأس أوسطهم بنصل سيفي، ثم استدرت أعارك الثلاثة الباقين، كما لو أن لي ستة أذرع، فجنْدلتُ اثنين منهم بضربة واحدة، وبقي الثالث يجالدني فهويت عليه بضربة خلتُها قاضية غير أنه صدها بسيفه الذي طار من يده فصار أعزل.

رميتُ سيفي بدوري، ودعوته إلى مبارزة بالأيدي. قبلَ دعوتي، فترجلنا عن فرسينا و شرعنا نداور نفسينا، و حين هممتُ بإمساك رأسه أفلتَ مني و استدار هاربًا، حاولت ملاحقته و لكنه سبقني إلى...الجسر.

مشى خطوات على درجاته الخشبية، و إذ أوحى له الجسر ببعض الثقة زاد من سرعة خطواته.. و في منتصف المسافة تماما أنَّتْ إحدى درجات الجسر الخشبية فتوقف، و لكن بعد فوات الأوان، إذ سرعان ما تعددت الأنّاتُ، ثم تناثرت الألواح الصغيرة، و تهاوى الجسر بمن عليه....

كان ذلك هو الجواب.


من مجموعتي القصصية- فضة و ذهب

غادة سرتا- قصيدة

غادة " سرتا"




أبصرتُ في عينيكِ نخل بلادي

و قـوافلا تعنو لصوت الحادي

و صوامعًا خُضْرًا.. وقلبا أبيضا

و ملائكـًا.. يشـْدون بالأورادِ

أبصرتُ " سرتا" غادة عربية ً

ترمي.. فتصمي صفوة الأكبادِ

و أنا هنا.. جرحٌ توحّدَ نبضـُه

حزني قـديمٌ... مثلما ميلادي

فتشتُ فوق شقوق وجهي عن دمي

عن عِترتي..عن قِبلتي..عن ضادي

فرجعتُ مصلوبا على وجع اللُّغى

أشدو.. فيحرق وحدتي إنشادي

.. لكنَّ حزنكِ صار جرحًا ثانيا

يدْمَى..و ينزفُ في غيوب فؤادي

فلقد سمِعتُ بكاء " صخركِ" و " الجسورَ"

تنوحُ وَلْهى..و انتحابَ" الوادي"

فسألتُ هذا الليل: سرتا..مالها؟

تبكي.. و تُثخِنُ بالحِداد حِدادي؟!

فأجابني صمتُ الأديم بِزفرةٍ

ذابتْ لها حُرقي.. وذاب جِلادي

" وقعُ الخطى فوقي غليظ جارحٌ

يُدمي و يؤذي بالعقوقِ رقادي

الكلُّ خان.. و كلُّ قومي قد نسَوْا

أن الأديمَ بقيَّة الأجــــداد*"

.. و رأيتُ بين القوم وجها أسمرًا

تُصغي خطاهُ لأنـَّـة الأجساد

كانت خطاكِ..و كنتِ" سرتا" أمْسِنا

.. فهمَىالرذاذ ُعلىفؤادي الصادي

يا وجهَ " سرتا".. يا بقية عطرها

يا تِبْرها.. يا سحرها المتـمادي

يا إرْثَ باديسٍ و يوبا في دمي

يا " صخرة ً" نُقِشتْ بها أمجادي

أهواكِ.. في حبيكِ يورقُ خاطري

وردًا.. و يحْبُلُ بالـنجوم مِدادي

أهواكِ..لا لغة ٌ تـُقِـلُّ صَبابتي

عجْزًا.. فحُبِّـيكِ احتوى أبْعادي



ماي 2005 معدلة في صيف 2006

* في البيت إشارة إلى قول أبي العلاء في داليته الشهيرة:

خفف الوطْ ء ما أظن أديم الـْ أرض إلا من هذه الأجساد

من مجموعتي الشعرية- تطريز على جسدها.

قصيدة النثر و أزمة الشرعية

قصــــيدة النثــر ..وأزمـــة الشرعيــة

د.رياض بن يوسف (*)

قصيدة النثر أو الشعر المنثور أو الشعر النثري ..على اختلاف في التسميات لا زالت إلى اليوم تعاني من أزمة الشرعية و من رفض قطاع واسع من النقاد و الشعراء لها و هو رفض في أحيان كثيرة يكون صامتا.
حتى نستنطق هذا الصمت و نخلخل سكون المواقف أردت أن أفتح هذا الموضوع الهام جدا، و هو في الواقع يتجاوز بنية قصيدة النثر أحيانا إلى الرؤية الايديولوجية التي توجهها..و ما سيعنينا في المقام الأول هو بنية قصيدة النثر، قبل أن نتحدث عن عقائد روادها و منطلقاتهم الفكرية.
لا تعنينا هنا المواقف التبريرية بقدر ما تعنينا المواقف الرافضة و مسوغات الرفض ..و لهذا أهيب بالرافضين أن يدلوا بدلائهم هنا حتى يكون ذلك منطلقا لحوار فكري مثمر بعيد عن الجدل السفسطائي و العصبية العقيمة.
…..
الواقع ان المسئول الأول عن ازمة التسمية التي تعددت حتى شملت المصطلحات المشار إليها أعلاه و غيرها هي جماعة مجلة شعر اللبنانية (1)
إذا أردنا أن نكون منطقيين و موضوعيين هنا فلا بد أن ننطلق من حقيقة بسيطة و هي أن قصيدة النثر ذات منشأ غربي خالص و لا داعي للزعم أن لها جذورا في تراثنا ، لأن نشأة نوع أو جنس أدبي جديد تعني التنظير السابق أو اللاحق أي تعمد كتابة او تكريس نوع أو جنس أدبي جديد و التمهيد له بمقدمات نظرية واضحة أو تبريره لاحقا و شرحه و إذاعته كجنس أدبي جديد..و هذه حقيقة بدهية يمكن ان نمثل له بما فعلته مثلا الراحلة نازك الملائكة في كتابها”قضايا الشعر المعاصر”حيث أرادت من خلاله أن تنظر لقصيدة التفعيلة..بعد أن حققت الرواج و أثارت حولها جدلا عنيفا كالذي تثيره قصيدة النثر اليوم..
ليس هناك شيئ اسمه “قصيدة نثر عربية” قديمة عند النفري أو غيره!!و الذين فعلوا ذلك أو ما يشبهه إنما يبحثون عن شرعية مستحيلة فما كتبه النفري هو نثر صوفي خالص لم يتم تجنيسه لأن اللغة الصوفية تتكرر بخصائصها الأسلوبية و المعجمية نفسها سواء في الرسائل الإخوانية أو تفسير القرآن أو حتى في الشعر..لا ينبغي أن ننختطف خصائص النص الصوفي العامة من سياقها لنقحمها بتعسف مراوغ في خصائص قصيدة النثر!!!فاللغة الصوفية في كل الأحوال هي لغة كشفية إشراقية لا تنخرط أبدا في لعبة الشكل أو الجنس ، عكس قصيدة النثر تماما و التي تخضع لشروط تاريخية و موضوعية و لها خلفيات قصدية تعمدية واضحة..
بصرف النظر عن أول من كتب قصيدة النثر في الغرب فإنها ذات منشأ غربي و بالتالي فإن مبررات وجودها لا بد أن تقدم من طرف الغربيين انفسهم ،و هنا اكتفي برأي ناقد فرنسي معروف هو جان كوهين”Jean cohen”و هو منحاز للقصيدة الموزونة لكن هذا الانحياز لم يمنعه من الاعتراف
بقصيدة النثرو ذلك الاعتراف نلمسه في مواضع متعددة من كتابه”بنية الكلام الشعري:Structure du langage
(2)poétique” .يقول كوهين”اللغة كما نعلم يتم تحليلها في مستويين: الصوتي و الدلالي.الشعر يضاد النثر بميزاته الموجودة في هذين المستويين” (3)..و يضيف كوهين بعد أن يبين الفرق بين المستوى الصوتي في الشعر الممثل بالوزن و المستوى الدلالي الذي كانت تهتم به البلاغة”مهما يكن، فإن الأمر الأساسي هو أنه يوجد مستويان من الاداء الشعري متاحان للغة، و ان هذين المستويان يظلان مستقلين.بحيث أن الكاتب الذي يهدف إلى غايات شعرية يظل حرا في أن يجمع بينهما ، أو على العكس لا يوظف إلا أحدهما أو الآخر” (4)

و بالتالي كما يقول كوهين فإن قصيدة النثر” يمكن تسميتها بالقصيدة الدلالية ( poème
sémantique) فهي لا تستثمر إلا هذا الجانب الصوتي من اللغة(أي الدلالة)و تترك الجانب الصوتي غير مستغل شعريا”(5)

(الترجمة و ما بين قوسين للايضاح من عملنا)
لكن هناك دعوى يرفعها المتعصبون لقصيدة النثر كبديل، لا يجيب عنها كوهين هنا ، فهم يزعمون الاستعاضة بالموسيقى الداخلية عن الموسيقى الخارجية ”
أي الجانب الصوتي كما سماه كوهين”.و بالتالي فهم قد وضعوا أيديهم على بديل للايقاع الخارجي الذي تمثله الأوزان التقليدية ..أي كأنهم لم يخسروا شيئا! و هذا وهم كبير جدا لا أساس له..لأن الوزن الخليلي يقوم كما يقول الغذامي في كتابه”الخطيئة و التكفير”على توازن العناصر و هو توازن يقوم على مبدأ التعارض الثنائي بين العناصر: الحركة في مقابل السكون ، و التوتر في مقابل الاسترخاء ، و الارتداد في مقابل التعاقب” ( 6 )

الوزن الخليلي باختصار يخضع للقياس الكمي الدقيق و على أساسه نشأ علم العروض (( ينبغي ان ننتبه دائما إلى أن العروض لاحق للقصيدة العربية فهو ليس موجها لها على الإطلاق..و ما زال الكثير من الشعراء اليوم ينظمون القصائد الموزونة دون سابق علم بالعروض..))..
إذا كان الوزن الخليلي يقوم على توازن العناصر و على القياس الكمي الدقيق فهل يخضع الايقاع الداخلي ، و بعبارة أخرى، القيم الصوتية في اللغة (كجرس الحروف)للقياس الكمي نفسه حتى تكون بديلا للايقاع الخليلي؟ طبعا لا ، فهذه القيم الصوتية تقوم على حدس الناقد و ذوقه و لعلنا نذكر نفور “طه حسين” من قصيدة “الطين” لايليا أبي ماضي بحجة رداءة قافية الدال! بينما قد أراها أنا و انت من انسب القوافي للنص؟!..
و هناك امر آخر مهم إنما ليس في أهمية ما سبق ذكره و اعني به ظهور القافية في قصيدة النثر.يحاول البعض الآن و من أبرزهم”شاكر اللعيبي” الشاعر العراقي كتابة قصيدة نثر بقافية! و لعلهم يريدون استكمال نقص في قصيدة النثر يحسون به و لكننا نلاحظ أن القافية في قصيدة النثر ظاهرة قديمة أي أن الكثير من المبتدئين”و هم في الغالب أطفال أو أيفاع” يكتبون محاولاتهم الاولى بدون وزن لكنها لا تخلو أبدا من القافية لسهولتها و هي في الواقع قيد على قصيدة النثرلا معنى له ، إذ تشبه تمرير المشط على رأس أصلع تماما!!

نستخلص من كل ما سبق قوله حقائق واضحة:
1- ان قصيدة النثر تكتسب شعريتها من استغلالها الشعري للمستوى الدلالي من اللغة.
2- أنها لا تمثل بديلا للقصيدة الموزونة لأنها لا تقدم قانونا صوتيا يعوض قانون البحر الشعري القائم على االتعارض و التوازن بين العناصر.
3- أن القافية في قصيدة النثر لا معنى لها سوى ان تكون قيدا مجانيا
و إذا اختزلنا هذه الخلاصات الثلاث فإننا نقول أن قصيدة النثر إضافة و ليست بديلا..
-------------------------------------------------------------------------------------------------

(*) أستاذ محاضر-أ- قسم اللغة العربية و آدابها- جامعة منتوري – قسنطينة.

(1) ينظر مثلا في القضية مقال: تجنيس كتابة الماغوط لجابر عصفور مجلة العربي الكويتية ع482 س 1999 ص ص 80-85

(2) ترجم الكتاب إلى العربية مرتين و أنا أرجع هنا إلى طبعته الفرنسية فلاماريون 1966

(3) Jean cohen- structure du langage poétique p9.

ibid.p 9(4)

ibid p-9-10(5)

(6) )ينظر الخطيئة و التفكير طبعة جدة1985 ص 23